الأسلوب التعليمي بين الأهل والمدرس
حنان صوان
الأسلوب التعليمي أو الطريقة المتبعة من المدرس والأهل مختلفة وقد يكون الاختلاف جزئي أو كلي وطبعا هذا الاختلاف في الأسلوب التعليمي بين الأهل والمدرس من شانه ان يضع التلميذ في حالة ضياع .
فهو يتلقى تعليم من مدرسة وفق أسلوبه الخاص ومن جهة ثانية يجد ان الأهل يلقنوه تعليما بأسلوب آخر وهذا أمر غير محبذ على الإطلاق .
ولا يقتصر هذا الامر على شعور الطفل بالضياع بين الأسلوبين بل يتخطى ذلك إلى تراجع في المستوى التعليمي
مثلا يأتي المدرس ويقدم شرحا لدرس رياضيات وفق نظرته وأسلوبه وعند عودة التلميذ للمدرسة يقدم الأهل على إجراء مراجعة له وإعادة شرح وتحفيظ الدرس بأسلوبهم وقد يكون بعيدا كليا عن أسلوب المدرس وطبعا مادة الرياضيات تتحمل أكثر من أسلوب شرح .
وبهذه الصورة تشتت أفكار الطفل ويبدأ بالتشكيك بأحد الأسلوبين على انه مخطئ بينما يكون غير ذلك بل يكون مقدم له بأسلوب آخر
وأمام هذه الحالة يمكن للتلميذ ان تتشتت أفكاره والمعلومات التي سبق وتم تخزينها عن الدرس من قبل المعلم بدأت بالانزلاق وبالتالي تدهور في المستوى التعليمي .
قد تبدوا لكم ان هذا الامر بسيط ولا يمكن ان يقود التلميذ إلى الضياع بين الأساليب نعم هو بسيط ان حدث مرة ولكن ان كان يحصل باستمرار فمؤكد هو غير بسيط ونتائجه السلبية ستظهر مهما تأخرت وغالبا تأثيرها على التلاميذ في المراحل التعليمية الأولى اكبر من التلاميذ في المراحل المتقدمة .
وطبعا لهذه المشكلة حلول مقترحة يمكن ان تحلها كليا أو تحد من الفرق الشاسع بين الأساليب التعليمية من قبل الأهل والمدرس .
حلول ومقترحات
1-ان كان التلميذ في المرحلة التعليمية الأولى اقصد الصف الأول أو الثاني غالبا يدرسه مدرس واحد ويمكن للأهل الاطلاع على أسلوب المعلم وجعله متوافق مع أسلوبهم وهذا الاطلاع يكون بحضور حصة تعليمية للمدرسة أو بإجراء حوار بسيط معه حول الأسلوب الذي يتبعه.
2-هناك أمر يجب ان يدركه التلاميذ ان الاختلاف في الأسلوب التعليمي وارد وهذا لا يعني ان ذاك الشرح خطأ بل هناك أمور تحتمل وجهين للحقيقة والصواب ولكن بصورتين مختلفتين في المظهر متفقتين في المضمون.
3-غالبا الشرح الذي قدمه المدرس للتلميذ في المدرسة يظهر في شرح التلميذ تفسه للدرس ويمكن للأهل عند عودة التلميذ من المدرسة وبدء المراجعات ان يمنحوا الطفل فرصة ان يشرح ما فهمه من هذا الدرس وان وجد الأهل ان الطفل مستوعب للدرس لا يجب إعادة شرح الدرس بأسلوب أخر بل شرحه مجددا بنفس الطريقة التي تلقاها الطفل من مدرسه وطبعا اكتشافها سهل على الأهل وبهذه الصورة لا نشتت ذهن الطفل ومن جهة ثانية تكرار الشرح بنفس الأسلوب يدفع الطفل لفهم المادة أكثر .
4-بعض التلاميذ قد يعانون من مشكلة أسلوب المدرس فهم لا يستوعبونها وهناك مدرسين متمكنين من المادة ولكن يفتقرون للأسلوب وان ظهر على التلميذ عدم الاستيعاب لشرح المدرس هنا يجب الاعتماد على التدريس المنزلي بأسلوب آخر لدفع الطفل لاستيعاب المادة ومن جهة ثانية يجب مراجعة المدرس وشرح المشكلة له بان الأسلوب المتبع من قبله لا يحقق هدفه وهذا سيدفعه بالتأكيد ان كان مهتما بالتلاميذ إلى تغيير أسلوبه للأفضل.
5-ينصح بشدة ان لا يكون هناك افراد كثر في الأسرة يشرفون على تدريس التلميذ ومراجعة دروسه لان لكل منهم طريقته وأسلوبه وهذه مشكلة بحد ذاتها بل يجب ان يكون هناك فرد في الأسرة متمتع بأسلوب جيد يتحمل مسؤولية التدريس والمراجعة للطالب وان أهملنا هذه النقطة سننتقل من مشكلة الاختلاف بين أسلوبين ( المدرس والأهل ) إلى الاختلاف بين الأساليب وهنا الضياع اكبر بكثير للطفل.
التعليم ليس في براعة الإتقان للمواد وحسب بل بتمتع المربي بالأسلوب الجيد والسلس القادر على إيصال المعلومة بشكل سلس وواضح وخالي من التعقيد .
وبالقليل من الحذر والانتباه من الأهل يمكن لهم ان يتفادوا مشكلة اختلاف الأسلوب التدريسي بينهم وبين المدرس وصولا إلى أفضل السبل والأساليب الناجعة .