إدارة وقت التعلم داخل الصف
د . فتحي هارون
يمكن تقسيم الوقت المدرسي ضمن خمس فئات رئيسية ، هذه الفئات الخمسة هي: الوقت المدرسي ، الوقت المخصص للنشاط التعليمي، وقت التدريس ، وقت الانهماك في التعلم ، وقت التعلم الأكاديمي ..
وكما هو معروف يتم تحديد الوقت المدرسي عادة من قبل الجهة المسئولة عن التعليم في البلد ، وهذا الوقت قد يصل إلي ست ساعات يوميا ً ، طبعا ً يستغل هذا الوقت عادة في القيام بنشاطات أكاديمية ، وأخري غير أكاديمية ، فجزء من هذا الوقت يستغل للاصطفاف الصباحي ، وجزء آخر يستغل في الاستراحات بين الحصص وهكذا ، ويخصص الجزء الآخر للحصص التدريسية ..
إن الوقت المخصص للنشاط التعليمي ( زمن الحصص الدراسية ) لا يستخدم كاملا ً ، في عمليات التعليم فالمعلم يقضي أوقاتا ً متباينة في إعطاء الطلبة تعليمات معينة ، أو عقابهم أو مناقشة قضايا لا تتعلق بالنشاطات التعليمية والتعلُمية ، إن الوقت المتبقي والذي يخصص لعمليات التعليم والتعلُـم لا يقضيه الطلبة كاملا ً في التعلم ، فبالرغم من كل المحاولات التي قد يبذلها المعلم لزيادة انهماك الطلبة في التعلم فإن الطلبة – بعضهم أو جميعهم - يقضون وقتا ً في ممارسة أنشطة لا تخدم عملية التعليم ، فقد يتشاجر الطلبة وقد يسرحون أو يخرجوا لدورات المياه ، ولتوضيح حجم الآثار السلبية الذي يتركه إفتقار المعلم لمهارة مناسبة في إدارة الوقت ، يكفي أن نعرف أن إضاعة خمس دقائق فقط من كل حصة دراسية ، يجعل مجموع المهدر يصل إلي عشرين يوما ً دراسيا ً ، ولنفرض أنه ضاع من الطالب الواحد خمس دقائق في كل حصة ولنفرض أن هناك خمس حصص في اليوم الواحد ، إن هذا يجعله يفقد يوميا ً 25 دقيقة في اليوم ، وإذا اعتبرنا أن السنة الدراسية 180 يوما ً فإن هذا يجعل الوقت المهدر يساوي 4500 دقيقه أي 100 حصة وهذه تعادل عشرين يوما ً دراسيا ً ، إذن ما مقدار الوقت الذي يضيع علي الطلبة الذين يقضي معلموهم – كما تشير بعض الدراسات – مابين 30 – 80 % من وقت الحصة في قضايا لا ترتبط بالتعليم نهائيا ً ...
إن إمتلاك المعلم لمهارات خاصة في إدارة الصف تساعده في تقليل نسبة الوقت الضائع ، بحيث يرفع هذا من نسبة الوقت المخصص للتعلم ويزيد من إنهماك الطلبة في النشاطات التعليمية المختلفة ، ونحن هنا لا نتوقع ألا يفقد أي من الطلبة أو المعلم أي جزء من الوقت ، فهذا أمر مستحيل ، إن ما نتوقعه أن ونرجوه هو أن ينجح المعلم قدر الإمكان في تقليل الوقت المفقود لأقصي وقت ممكن ..
محاور الإدارة الصفية :
في كتابهما الإدارة الصفية الفعالة يشير سميث ولازليت 1993 إلي أن الإدارة الصفية نتاج لمزيج من المهارات المتضمنة في أربعة محاور أساسية تشتمل عليها عملية التدريس هذه المحاور هي :
1- الإدارة management:
ويقصد بها المهارة في تنظيم وتقديم الدرس بطريقة تساهم في تحقيق انهماك عال ٍ للطلبة ، في عملية التعليم ، ولتحقيق هذا يحتاج المعلم إلي قدرة علي تحليل العناصر ومراحل الحصة المختلفة وإلي القدرة علي الاختيار المناسب للمواد التعليمية ، والقدرة علي تقليل أثر عوامل التشتت ..
2- الوساطة mediation:
وتشمل المعرفة بكيفية تقديم إرشادات والتوجيه الذي يحتاجه الطلبة ، وكيفية دفع تعزيز الطلبة لذاتهم ، وأخيرا ً المهارة في تجنب المواجهة في غرفة الصف .
3- التعديل modification:
ويشتمل علي فهم المعلم للإستراتيجيات المختلفة المتضمنة في نظرية التعلم واستخدام هذه الإستراتيجيات في تشكيل وتعديل السلوك عبر برامج التعزيز والعقاب ..
4- المراقبة monitoring:
ويقصد بها فحص فاعلية سياسة المدرسة في الانضباط ومقدار المساعدة التي تقدمها في خفض توتر الطلبة وتوفير بيئة ومناخ إيجابيين ..